السبت، 14 مايو 2011

بين هذه و تلك

فى تلك القاعة المليئة بالعشاق يجلسان متقابلين فى ذلك الركن الهادىء .. لطالما كره الاماكن المزدحمة بمن يسترق السمع اليهما أو يسترق النظر اليها متأملا جمالها أحيانا حاسدا له على وجوده معها و أحيانا أخرى متلصصا على مفاتنها و انوثتها .. يكره وجود أحد غيرها معه عندما يتحدث ، لا يريد لأحد أن يسترق نظرة اليها أو يختلس كلماته اليها و يقتحم حالتهما ..

اسند ظهره الى الوراء و ارتخى فى جلسته ناظرا اليها و متأملا شعرها الذى يداعبه النسيم فيطير فرحا ليقع على عينيها فتترك هى فنجان الشاى من يدها و ترفع رأسها قليلا فى دلال و تتحرك اصابعها الصغيرة و كفها الناعم ليبعد خصلة الشعر التى غطت عينيها الى مكانها ، يبتسم و يمد يده اليها ليمسك بكفها الصغير و يقبله فى حنان .. يشعر معها أنه أب حنون و انها صغيرته التى يعلمها مبادىء الاشياء .. ينضب وجهها خجلا بالدماء و تتلفت متشاغلة عن النظر الى عينى متلاهية بشرب الشاى و تأمل الحضور و لكن طرف عينيها مازال يلمحه و فيه نظرة تشى بكل ما لم تقله له ..

نعم انه سعيد بها و معها ، سعيد بوجودها بجانبه فى تلك اللحظة و سعيد بتجربتها و بتذوق رحيقها الأخاذ البكر العذرى ..

لونها جديد لم يمسه من قبل و لم يعهده ، كلامها الصغير ، جنونها الطفولى ، رغبتها المراهقة العفية ..

انطلاقها على الحياة و تذوقها و تفتحها كزهرة ربيع طال انتظاره ..

هى مثال حى على الأوائل ، على البدايات .. هى بداية كل شىء ، عفى .. قوى .. ملتهب ، متوهج ، متأجج بالرغبة فى اكتشاف قدراتها على الجذب .. على جذب مجرة الرجال لتصبح هى شمسها التى يدورون فى فلكها .. هو مصر أن يجلعها نجمته هو و شمسه هو ، و هى كعادة البدايات لا تستطيع أن تمنع نفسها بالفرح من كواكب الرجال تدور فى فلكها ، و كعادة كل انثى تعرف انها رائعة لا تقترب كثيرا و انما تحتفظ بتلك المسافات المتفاوتة التى ما ان تبعد حتى تسارع بارسال تلك الاشارات التى تجذب من يصيبه الملل مرة أخرى ليعود اليه أمل الوصول حتى و ان كان متأخرا .. يستفزه احساسه بأنه أحد كواكب كثيرة تسعى اليها و يستفزه أنه رغم علمه بأن فرصه أكبر الا أنه يظل فرصة من الفرص .. يستفزه فيها هذا العناد .. تجربة البدايات أخبرتها أن الكل فى النهاية يعود و علمها أن تتغطرس فهى الملكة التى يسعى اليها الجميع و هى الانثى التى يشتهيها الكل ولا يجب أن تشتهى أحد ، فقد خبرت أنها من تعطيه مراده لن تصبح شمسه بعدها فالشمس تظل شمسا ما دمت بعيدا عنها تتمتع بدفئها ولا تقتحم لهبها .. هكذا يعتقد أنها تفكر و هكذا يتعامل معها ككوكب عنيد لا يقترب الا بقدر ولا يبتعد الا ليجبرها على ارسال اشارة جديدة ترضى كبرياءه فيعود أقرب مما كان ..

رغما عنه يتذكر تلك التى كانت قبلها ، رغما عنه مازالت تحتل تلك البقعة الغائرة فى قلبه .. لا يستطيع أن يمنع نفسه فى هذه اللحظة من فرض تلك المقارنة التى يكرهها ، المقارنة بين هذه و تلك .. بين الماضى و الحاضر .. بين عهد ولى مازال يطل برأسه عليه كل يوم و بين حاضر شغله و لكنه لم يستطع محو تلك النقطة التى تلمع كلما رآها و حدثها ، و بين حاضر لا يعلم مستقبله بعد أتخضع الشمس للقمر قابلة أن تمده هو وحده بالنور ؟ أم تصر على اهانته و توزع ضوءها بين الكواكب ؟؟

هذا الغموض يستفزه و هذا الماضى يضغط عليه فى كل مرة فيحاول اقناع نفسه بأنه قد ولى الى غير رجعة ، و لكن ما ان يسمع صوتها حتى يعود بثقله على انفاسه ملوحا له بأن يعود مرة أخرى و أن يذهب ليقبل جبينها كما عودها و ينسى ما فات ، لا يمنعه الا ذلك الكبرياء الذى اصرت على كسره و اهانته فصنع ذلك الحاجز النفسى الذى فصل بينه و بينها فلم يعد قادرا على تدليلها ولا على رؤيتها كأجمل نساء العالم كما اعتاد فلا يدرى أكذبا يوهمه عقله بأن تلك الموجودة الآن ليست هى من عشقها و عاش معها سنينا يدور فى فلكها و يوهمه بأنها كائن آخر ليست جميلة كما اعتقد و لكنها امرأة عادية .. أم ان حبه لها كان يصورها كإلهة جمال و عندما اصطدم بالواقع رآها على طبيعته اامرأة كغيرها لا يفرقها عن غيرها الا تلك البقعة التى تضىء فى قلبه كلما سمع صوتها ؟!

يكره أن يقارن انثى بأخرى .. فكل مؤنث فى الكون متفردا عن غيره .. كل امرأة هى عالم مختلف .. كل انثى هى كيان و بناء ، بل ان كل جزء من الانثى هو مجرة سماوية مختلفة تحمل تفصيلات و رغبات و احلام و تثير حواس مختلفة .. كل انثى تثيرك بطريقتها ، كل امرأة تستفز رجولتك باسلوبها .. كل نظرة تختلف عن سابقتها ، تهدم أزمنة و تعبر بك ليال و تضرم فيك مشاعر جديدة لم تكن تعلم أنها موجودة .. و لكنه رغم ذلك وجد نفسه يتخلى مرغما عن مبدأه هذا و وجد عقله و قلبه قد اجتمعا على عقد المقارنة الغير مرغوبة ..

امرأتان مختلفتان .. واحدة تثيرك بانوثتها و إيحاءاتها و ضعفها ، و أخرى تثيرك بقوتها و حضورها الأخاذ و نديتها ..

تلك التى كانت هنا ، امرأة مختلفة تماما لم يتوقع يوما أن يعشق مثلها .. تخيل محبوبته قديما أن تكون هادئة خانعة بريئة تبكى عندما يغضبها ، تضحك مجلجلة كالأطفال من أصغر المواقف .. أنثى رقيقة لا تعرف الا مايعلمها اياه هو ، أنثى لم تخرج بعد من طور الطفولة لا تعرف عن الحياة الا ما تخبره معه وما تعيشه به ..

هكذا كان خياله الطفولى يتصور هذه المعشوقة التى سيجدها عندما يكبر و يخرج للبحث عنها .. و لكن أترى كل ما نحلم به هو حقا ما يؤثر فينا و هو حقا ما نريده ؟

لطالما اقتنع بأنه من المستحيل أن يعشق انثى تعانده ، انثى تصارعه القيادة ، انثى تستطيع أن تحيا وحيدة .. و لكن يالسخرية الحياة ، انه كان يصفها بأنها هى المستحيل ..

تلك التى كانت هنا هى العناد متجسدا فى امرأة ، هى الاستقلالية متمثلة فى جسد رقيق نحيل .. هى دهاء أنثى عندما يضاف اليه الجرأة فتخرج تركيبة غريبة لن تراها كثيرا أو لن تراها الا فيها ..

قد تجد امرأة معاندة و أخرى مستقلة فى حياتها و فكرها و أخرى جريئة و أخرى تمتلك الدهاء الفطرى عند المرأة ، و لكن أن تجد كل هذا واضحا جليا مجتمعا فى جسد واحد و فى روح واحدة .. لا عجب إن قلت أن طبعها كان اقرب لطبع الرجال ولا عجب ان قلت لك أننى اكره الانثى المتشبهة بالرجال فى قسوتهم و طبعهم و عنادهم و جرأتهم .. و لكن هذه ضربة أخرى ..

تلك التى كانت هنا هى انثى تعرف كيف تقود الرجال ، تعرف كيق تسيطر دون أن تجلس فى المقدمة .. تعرف كيف تدير دون أن تكون على كرسى القيادة .. تعرف كيف تحرك دمى الرجال دون أن تمسك بخيط .. تعرف كيف تجذبك دون أن تشعر ..

معها تشعر بمنتهى الحرية و لكنك تكتشف انها حريتها هى و ليست حريتك ، هى من تمنحك الحرية و هى من تنزعها ، لم أعرف حتى الآن كيف تصنع لشخص حريته على مقدارك أنت ، هى صنعت حريتى على مقدارها هى و كأنها صنعت لى ذلك المبنى الاسطورى الذى لا يصدك فيه نهاية أو جدار رغم أنه لا تتعدى مساحته بضعة أمتار .. فكأنها صنعت ذلك السلم المسحور الذى ليس له نهاية الذى ما ان تصعد الى نهايته حتى تكتشف انك مازلت على السلمة الأولى .. معها تدور فى دوائر مفرغة ليس لها نهاية و لا تعرف متى كانت بدايتها الا أنك تشعر دائما بأنك قريب و لكنك لا تدرى تماما متى الوصول و أين المحطة الاخيرة ..

نعم انها تشبه الرجال .. و لكنها ابدا ليست رجلا ، انها انثى .. و انثى قوية متكاملة تلوح لك فى لحظات سخطك و غضبك من عدم الوصول ، تجد انوثتها تغريك .. تجد رقتها الفطرية تظهر لتضمر فيك وقود الاستمرار .. رقيقة و قاسية .. مسيطرة و خاضعة .. رجل و انثى .. امرأة ناضجة فى لحظات الألم ، و فتاة مراهقة فى لحظات الحب ، ثيب خبرت احاسيس الحب و جرأة اللقاء أحيانا ، و بكر خجولة يكتسى وجهها دما من كلمة غزل

هى نهايات الاشياء ، هى الشىء و ضده فى نفس الوقت .. هى اللقاء و الفراق يلوحان من عينيها فى لحظة واحدة .. هى الامل و الضيق من الأمل فى آن .. عيناها تشى ولا تخبر .. تلوح ولا تعبر .. كيف لأنثى أن تقنعك أنك الحبيب و القريب و الأول و الأخير دون أن تنطق بكلمة ؟! كيف لأنثى أن تخبرك بأنها لك دون أن تؤخذ عليها وعدا ملموسا مسموعا ؟!

أنثى تشغلك بها لدرجة ألا تراها .. تشغلك بعنادها عن انوثتها ، و تشغلك بنديتها عن حبها لك ، و تشغلك بالحاضر عن القادم ، تجبرك أن تحيا هذه اللحظة لأنك لا تدرى أين ستصبح بعد لحظات أنثى لا تراها و إنما تشعر بها .. كيف لرجل ألا يعرف شكل حبيبته ؟؟ كيف لرجل الا يدرس جسد من أحب ؟؟ كيف لرجل أن يشغل بالمحسوس عن الملموس ؟؟ كيف لرجل ألا يفكر فى جغرافيا امرأته و ينشغل عنها بكيميائها ؟! كيف لرجل عندما يتذكر حبيبته لا يتذكرها الا كلية شاملة حاضرة مبتسمة لا يستطيع أن يحدد تفصيلاتها ولا ثنياتها ! كيف لرجل أن يرغب أنثى لا يستطيع رؤيتها متجردة ولا يستطيع تخيلها ؟! انثى يرى فيها أمه و حبيبته و أخته و ابنته و لكنه لا يراها زوجته و تلك نقرة أخرى .. لا يعلم الآن أكانت حقا محبوبته ؟ أم انه حلم بها و طارت ، و لكن حتى حلم الرجل دائما يكون به تلك الاشياء الممنوعة و الجموح اللذيذ ، فلماذا هى بالذات ؟

تلك قصة أخرى لا يدرى حقيقتها ..

أما هذه الجالسة أمامه الحاضرة بقوة الشباب و نفور المراهقة و خجل الفتاة الصغيرة و اصرار انثى و فضول طفلة .. يشعر معها باقتحام العالم الحسى ، بجموح المشاعر البشرية و بقوة انتشارها داخله على دفعات من رائحتها .. بشرتها الناعمة و وجهها المتفتح .. هى على النقيض انثى متألقة فى ذاتها تعرف أنها انثى رائعة بكل مقاييس الرجال ، تعرف أنها مرغوبة و تتصرف على هذا الأساس .. تغريك بها و تشعرك بأنوثتها الحارة القوية و تعتز بها .. تكره التصرف مثل الرجال ، أنثى مراوغة .. منطلقة بجنون على الحياة ، أنثى فى ربيع العمر تتفتح على عالم الرجال و تستمتع بنظرات الاعجاب .. أنثى كتلك التى وصفوها فى الكتب بأنها حوراء العينين ، مخملية الملمس ، غجرية الشعر ، عربية القوام ، بدوية الجسد ..

أنثى تستثيره و تغريه بالاقتراب .. لا تضع ذلك الطوق الذهبى حولك و لكنها تراقبك و ترسل اشارات فوق صوتية لرجولتك تأجج جموحك و تجبرك على الاستجابة .. تسيطر عليك بأنوثتها و لكنها أنثى رقيقة ضعيفة تنتظر ذلك الفارس لتعطيه كنوزها و تصبح طوعا له .. أنثى عنيدة ، ليست كتلك الأولى و لكنها أنثى عنيدة تغريك بعنادها أن تقتحمها ، صوتها الناعم الرقيق يبعث فيك شعورا بالنشوة .. كلامها الطفولى و تساؤلاتها البديهية تثير فيك غريزة الأب فتشعر أنك مسئول عنها مشغول بها تعلمها مبادىء الحياة التى لم تقتحمها بعد .. ملامحها الصغيرة الناعمة التى تشكل لوحة فنية على وجهها تبعث فيك راحة غريبة عندما تتأملها فلا تريد أن ترفع عينيك عنها .. عطرها النفاذ و أنفاسها الهادئة ، شعرها الناعم المسترسل على كتفيها الممتد إلى نهر عميق ، نظراتها العذبة و ايماءاتها المستترة و رغبتها المدفونة البادية فى صوت جسدها النافر يستفزك ..

جموحها الأخاذ يصلك فيشعلك دفعة واحدة لتهم بالاقتحام ..

لا تشعر معها بالقيود ولا بالاعراف و المسافات ..

انوثتها تقتحم حدودك و تضطرك الى ذلك الصراع الداخلى ..

عندما تغضب تزداد جمالا بضم شفتيها و نظرة الحزن فى عينيها الجميلتين ، تعاقبك بحرمانك من ابتسامتها و من صوتها فتبتسم انت و تقترب هامسا لها بكلمة السر ..

فتعود مرة أخرى لتتفتح و تشرق و تبتسم ابتسامة عتاب لذيذة موحية ..

هذه انثى تستثيرك و تجبرك على التحرك ، انثى تعطيك القيادة بقوانين انوثتها .. انثى تعطيك الفرصة للجموح و لكن بحذر ، انثى تشعرك بالخضوع رغم عنادها .. تترك لك حق المبادرة و لكنها ترشدك للطريق بايحاءاتها ..

انثى لا تتحكم و لكنها تشير عليك .. انثى يجب أن تحذر الاقتراب السريع منها أو الابتعاد عنها ..

انثى تجبرك على محاولة اللعب فى تلك المسافة الفاصلة بين القرب و البعد

فغرورها يمنعك من الاقتراب فتشعر بأنها ملكتك ، و كبرياؤها يمنعك من الابتعاد فتشعر أنك أهنتها فتتركك ..

طالما كرهت تلك المنطقة الرمادية من العلاقات التى تفصل بين الرغبة و بين النفور و لكنه عشق لعب ذلك الدور معها .. غرورها يغريه بكسره و السيطرة عليها و لكنه يحذر الاقتحام السريع فينكسر كل شىء ..

بين الرغبة و الخوف يعيش معها ، بين احتواء الأب و رغبة العشيق يعيش معها .. بين انتظار كواكب اخرى للولوج و بين خوفه عليها يعيش ..

و لكن شيئا غريبا ينقصه ، ينقصه شعور الرجل المرغوب .. ينقصه الاحساس بأنه اللاعب الوحيد فى حياتها .. على عكس الأولى التى كانت تشعره كلية بأنه الأول و الأخير و أنه المتفرد فى عرشه رغم أنه لا يعلم حتى الآن أكانت حقا تعشقه أم لا و لكنها كانت تستطيع ارسال تلك الاشارة له دائما ..

و لكن هذه ينقصه معها الاحساس بالتفرد و بأنها له .. رغم تأكيدها الدائم بأنه ليس هناك آخر و لكنه يلمحه فى عينيها .. يلمح فى تصرفاتها غرابة من خبرت تلك المشاعر مع غيره ، تصر على عدم البوح له بأى مما فات أو بشىء من حاضرها .. فقط ترسل له الاشارات و الالغاز دون أن يعرف شيئا حقا عنها .. رغما عنه لا يستطيع الوثوق فى تصرفاتها ، لا يدرى ألأنه يراها طفلة طائشة أم لأن هناك شيئا تخفيه لا يدرى ما هو ! ..

هى أنثى تعشق البدايات و تصارع لكى يبقى كل شىء فى بدايته .. المعرفة على قدر محدود .. التحكم بقدر معلوم ، تعشق أن تشعر بان كل شىء ما زال فى البداية لأنها لم تعرف أبدا النهايات و لم تخبر و لم تر الا رجالا يشتهون و يرغبون فتعلمت كيف تبقى كل شىء فى البدايات لا أدرى أخوفا من مجهول أو رغبة فى عدم التقيد بنهاية محددة لتجرب بدايات عدة تختار من بينها ما تريد ؟!

بين هذه و تلك لم يعد يدرى من هو و لا من هن .. !

أترى هل تلك السابقة ، الأولى تصلح أن تكون رفيقة و عشيقة و هو يشعرها ولا يراها ؟؟ أم انها ستكون عشيقة و يبحث عن أخرى لتشبع عالمه الحسى الملموس ؟!

أترى الأخرى سينطفىء شوقه لها و ولعه بها حين يلجها و يقتحم انوثتها ؟ أم أنها ستكون رفيقة درب و كمالا لروحه و ستغلق عالمها عليه هو فقط لتصبح شمسا له وحده و تطرد باقى الكواكب من مدارها ؟

نظر اليها فوجدها قد انتهت من الشاى و جلست تتأمله و هو يفكر فى عمق و عندما نظر لها و ابتسم لمح فى عينيها نظرة عتاب ..

طلبت منه أن ينصرفا من هذا المكان فترك الحساب و أخذها و خرجا معا .. أمام سيارته وقفت قبل أن تركب و سألته بضيق " فيم كنت تفكر ؟! " ابتسم ابتسامة رضى لسؤالها و شعر فيه باهتمام طالما اخفته " كنت افكر فيكى " نظرت اليه نظرة ريبة كمن تتأكد من صدقه و لكنها لمحت لمعة الحب هذه فى عينيه فابتسمت فى رضى و ركبت

نعم كان يفكر فيها و لكنها ليست كل الحقيقة .. انها نصف الحقيقة فقط .. فالاسئلة دائما تجبرنا على الكذب .. !!

كريم حبيشى

ليست هناك تعليقات: