الجمعة، 26 سبتمبر 2008

ثقافة المصادرة ..


فتحت الفيس بوك لألقى نظرة على الجديد عندى و بينما أقلب فى الدعوات المرسلة لى من أصدقائى وجدت دعوة للانضمام لجروب باسم " حملة حجب المواقع الاباحية " فى بادىء الأمر ضغطت زر قبول الانضمام دون وعى كما أفعل كل مرة على الفيس بوك و لكنى عدت إليها مرة أخرى فتفكرت فى الأمر فإذا بى ألغى اشتراكى فى الجروب .. قد يقول البعض الآن ماذا أريد أن اقول و لماذا ألف و أدور عليكم و أوجع دماغكم الكريمة المليئة بالمشاريع الفيسبوكية و التدوينية و غيرها ..

و قد يقول البعض "و انا مالى و مال الدعواتبتاعتك عالفيس بوك تقبل ولا ترفض مال أهلى أنا ؟؟ " الموضوع ليس مجرد رفض أو قبول دعوة لحجب المواقع الاباحية الموضوع موضوع فكر .. إننا بحجب المواقع الإباحية ننصدر قرارا تعسفيا بالقوة الجبرية لن نجنى منه شيئا سوى انتشار مافيا تجارة المتعة و غلاء أسعار المجلات و الأفلام الاباحية فى السوق السوداء و لن نستطيع منع الناس من شرائها ..لأننا مهما حاولنا أن نغير أى شىء بالقوة فلن يتغير .. بالعكس سيصبح له لذة أعظم لأنه ممنوع ، و الممنوع مرغوب

فليست المصادرة حلا فى أى شىء .. إن المصادرة لهى استبداد بالفكر .. مصادرة كتاب كمصادرة مجلات إباحية كمصادرة فكرة ثورية لن نجنى شيئا من وراء المصادرة سوى أن نزيد المشكلة و ننشرها بدون قصد على نطاق أوسع .. و لكن كما يقول الشاعر " لا يفل الحديد إلا الحديد " فايضا لا يمكن محاربة فكرة إلا بفكرة مثلها ولا يمكن محاربة الفاحشة إلا بالفضيلة .. فعندما أصدر طه حسين كتابه عن العصر الجاهلى و ما تلاه من ثورة عليه و مطالبة بقتله و اتهام بكفره و مطالبة بمنعه من الكتابة و مصادرة كتابه هذا ، وقف العملاق عباس العقاد و كان نائبا فى البرلمان وقتها .. وقف ثائرا محتجا محاربا كل من قال بمصادرة الكتاب – رغم أنه كان من أشد المعادين للكتاب – وقف ليقول أنه لم و لن يسمح بمصادرة فكر مهما كان و أن من يرى أن افكار الكتاب سيئة فليحاربها بفكر مثلها و ليس بمصادرتها ، فإنما المصادرة ضعف و ستثبت صدق الكتاب و لكن يجب أن يقرأ الناس الكتاب و يقرأون أ]ضا نقده و الرد عليه .. كان هذا رأى العقاد كاتب الحرية عن المصادرة ..

لذلك فإذا أردنا أن نمنع شيئا سيئا فلا بد أن نحاربه بالفكر و ليس بالمصادرة

فبالنسبة للمواقع الاباحية فلن يجدى معها مصادرة و حجب و لن تفيد الناس بل بالعكس سيكون جيلا هشا قد يمشى على الفضيلة مغصوبا و لكنه ما إن يرى شيئا جديدا إذا سافر للخارج و رئى العرى و الفجر فلن يلبس أن ينغمس فيه و نحن لا نريد جيلا ضعيفا و إنما نريد أن نجعلهم يمتنعون عن الفاحشة بعزيمتهم و إرادتهم فبدلا من المصادرة يجب أن تنشر وسائ الإعلام فى الناس خوف الله و تعلمهم بمخاطر هذه الفواحش فيمتنعون عن ذلك بإرادتهم و يصبحون جيلا من العظماء الذين يتحدون العالم لأنهم نجحوا أولا فى تحدى غرائزهم الحيوانية

لا أريد أن أطيل أكثر من ذلك و إنما هو شىء استفزنى فأردت أن أوضحه لكم .. فنحن كل يوم نطالب حكوماتنا بإعطائنا الحرية و لكن يبدو أن ثقافة المصادرة قد تفشت فينا حتى النخاع .. أخشى ما أخشان أن نتسلم حكم ذاتنا يوما فلا نستطيع أن نحرر أنفسنا من ثقافتنا المتخلفة و نظل نقمع أنفسنا على غرار أزمان من القهر و المصادرة حتى أصبحا جزءا من شخصيتنا ..


الصورة للفنان الكبير سلفادور دالى

حدوتة عشق


منير .. الصمت فى حرم الملك

الاثنين، 22 سبتمبر 2008

عذاب الأمل




فى أحلك لحظات الياس تجد نفسك متمسكا بأمل أخير فى العودة .. و لأنك تعلم أنه الأخير فإنك لا تتخذ أى خطوة لمحاولة تحقيقه ، تفضل أن تعيش بهذا الأمل فى الغيب و المجهول على أن تسعى لتحقيقه فتفشل و يتبدد حلمك بالحياة .. تمام كمن أعطى صندوقا مغلقا و قيل له أنه سيجد سعادته فيه للأبد و لكن إذا أخطأ فى طريقة الفتح فلن يحصل عليه أبدا ففضل أن ينتظر المعجزة التى ستفتحه له على أن يحاول و يخسر .. فضل الحياة بأمل أخير على الموت بسبب فشل هذا الأمل ..
عندما تعلم أن سعادتك معها ولا تذهب إليها .. عندما تعلم أنك لن تقابل مثلها و مع ذلك لا تخبرها بحبك ..
يختلط الأمل باليأس فى مزيج عجيب لينتجا معا خوفا بل رعبا من المجهول فتفضل أن تعيش بأملك فى معجزة تحقق لك حلمك ..
ينطلق صوت الموسيقى فى أذنى فاسرح معها محاولا أن أنسى .. أنسى أملى حتى لا أتعذب بعدم تحققه ، و لكن هيهات أن أنسى .. إننى فقط أرشو قلبى ليهادننى بعض الوقت .. ثم ليبدأ كرته من جديد متى شاء ، فمنذ أن ثار على لم يعد لى عليه سلطان و إنما أصبح هو معذبى ..
أقرر أن أذهب للفراش هروبا من العذاب .. فيأتينى فى أحلامى لأصحو دامعا من الحسرة و العذاب ..!
إهداء :-
إلى ذلك القلب الذى ثار على و لم يستكن .. رفقا بى ، فما أملك شيئا من أمرى

الصورة المرفقة للفنانة نهى حبيشى